يرشّ البعض منا الكثير من العطر، لكنه لا يشم رائحته بمرور الوقت. تُرى ما الأسباب التي تحول دون رصدنا رائحة عطرنا، على الرغم من أن محيطين بنا قد يفاجئوننا بالثناء على نوعية العطر الذي ينبعث منا، بينما لا نشمه نحن ولا نشعر به؟ وهل يتعلق الأمر بنوعية العطر أو تركيبته أو درجة حموضة بشرتنا؟
1- التعود
تقول الخبيرة في العطور ايزابيل فيران في تقرير نشرته صحيفة لوفيغارو، إن السبب الرئيسي هو تعود الدماغ على رائحة العطر، لذلك فهو يقرر عدم الاهتمام بها بعد ساعات. وتختصر فيران الوضع في قولها «حين لا نشم رائحتنا فهذا لا يعني وجود خلل في حاسة الشم، وإنما لأن الدماغ لم يعد يهتم بمعالجة هذا الأمر لأنه تعود عليه».
2- المحيط
هناك الكثير من العوامل الخارجية التي يمكن أن تؤثر في طريقة استقبالنا لرائحة العطر. وعموماً يجب علينا أن نعرف بأن حاسة الشم تكون في أفضل أحوالها صباحاً، لأن الأنف يكون صباحاً فارغاً من أي مادة مثيرة للروائح. وتقول المختصة في العطور ألينور ماسيني، إنها تقوم بالتحقق من المنتجات صباح كل إثنين حتى يكون أنفها مستعداً بعد الإجازة. مضيفة «تدفعنا الكثير من العوامل إلى عدم الاحساس بالعطر، بينها الرطوبة ودرجة الحرارة الخارجية والمزاج وأيضا الهرمونات».
3- نوع العطر
وتلعب نوعية العطر ومكوناته دوراً محورياً أيضاً في عدم شعورنا به، فإن كان يتكون من عناصر متطايرة وتتبخر بسرعة فسوف تتشتت الرائحة بسرعة، وإن كانت المكونات لا تتبخر بسرعة وتثبت على البشرة والملابس، فإن الرائحة تبقى حتى اليوم التالي بحسب ايزابيل فيران.
وبالتالي، فإن العطور التي تصنع من الحمضيات مثل البرتقال والليمون والبرغموت أو اليوسفي تتبخر بسرعة، وهنا تقول الينور ماسيني «رائحة العطور التي تصنع من الأزهار تبقى لمدة خمس ساعات، وأما التي تصنع من العنبر مثلا فتدوم حتى ثلاثة أيام ولهذا السبب تتبخر عطور أسرع من أخرى».
كيف نحافظ على الرائحة؟
يكمن أفضل حل لشم رائحة العطر مجدداً والشعور به، في التوقف عن استخدامه لبضعة أيام، أو تبديله بعطور أخرى بحيث لا نستخدمه بشكل يومي، كما يمكن تبديله بمنتج مشابه لكن بتركيز مختلف كاستخدام مُركّز عطر أو منتجات مُكمّلة مثل جل الحمام. وفي النهاية، تقول الخبيرة في العطور ايزابيل فيران إن فشلك في إدراك رائحة عطرك، يعني ببساطة أنه أصبح جزءا منك وأنه ملائم تماماً لك وأنه عطرك.
-------------------------------------------